سيدة أردنية تقوم بتحويل عمل منزلي صغير لأول مخبز متخصص لصنع الحلويات في اربد

في أشهر قليلة فقط، تمكنت هذه السيدة القوية من تطوير عملها المنزلي البسيط إلى متجر حقيقي في مدينة اربد بعد تخطي العديد من العقبات التي كادت أن تدفعها إلى الاستسلام.

 

على بعد بضعة أمتار فقط من وسط مدينة اربد المحتشدة، يقع مخبز صغير لبيع وصنع الحلويات والمعروف باسم اي كاب كيك. وعلى الرغم من أن هذا المخبز قد افتتح منذ أسابيع قليلة فقط، إلا أن صاحبته السيدة ميلانا المشعشع كانت تقوم بصنع الحلويات وبيعها من منزلها منذ أكثر من خمس سنوات.

 

ولكن الأمر الذي قد يفاجئ البعض هو أن "اي كاب كيك" هو ثاني مخبز تفتتحه ميلانا، فهي كانت قد عملت لما يقارب العامين على افتتاح أول عمل رسمي لها في وسط مدينة اربد، وبعد أن حصلت على الرخص الرسمية اللازمة وقامت بجميع التجهيزات، أجبرتها البلدية على إغلاقه لأسباب تتعلق بوجوده في عمارة سكنية، مما سبب لميلانا إحباطاً شديداً وخسارة مالية كبيرة. وبدلاً من الاستسلام والعودة للعمل من المنزل، تخطت ميلانا هذه العقبات وعزمت على افتتاح مخبزها مجدداً في موقع أخر على الرغم من صعوبة الوضع المادي وقلة خبرتها في إدارة الأعمال في ذلك الوقت، وقد أصبحت بالفعل صاحبة أول مخبز متخصص لعمل حلوى الكاب كيك في اربد.

 

 

"بيتنا طول عمره لا يخلو من الحلويات. أنا كنت المسؤولة عن صنع الحلويات في المنزل وأنا صغيرة، لدرجة أنى كنت أتصل مع والدي في عمله كل يوم لأطلب منه المكونات الناقصة لطبق الحلوى الذي أنوي صنعه".

 

وفي الوقت الذي أصبحت فيه ميلانا زوجة ووالدة، كانت تقضي معظم وقتها في المطبخ، فبالإضافة إلى تحضير الطعام لعائلتها كل يوم، كان يصلها طلبات لصنع الحلويات من الأقارب والأصدقاء. وعلى الرغم من حب ميلانا لهذا العمل، إلا أنه كان من الصعب عليها أن تستمر في العمل بتلك الطريقة بسبب ما يتطلبه من وقت وجهد كبيرين جداً إضافة لقلة عوائده المالية. "لم يكن عدد الطلبات التي يصلنا كافٍ خصوصاً وأن اخواتي وبناتي كانوا يساعدونني في المطبخ وبالتالي كنا نتقاسم الربح. كنت أحتاج للمزيد من الزبائن والمزيد من الأدوات والمصادر لكي أتمكن من فعل ذلك". وكانت تلك اللحظة التي قررت فيها ميلانا توسعة عملها وجعله رسمي بعد أن تقدمت للحصول على دعم من مشروع مساندة الأعمال المحلية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

 

مخبز اي كاب كيك الصغير يمثل كل شيء حلمت به ميلانا منذ الصغر، فهو مخبز صغير وظريف ويقدم حلويات مميزة، وأغلب مرتاديه من طالبات الجامعة. "تأتي العديد من الفتيات إلى المدينة من قرى مجاورة تعد محافظة نوعاً ما، للدراسة هنا، ولا يجدن بالعادة مكان يشعرن فيه بالأمان والراحة لقضاء الوقت مع صديقاتهن أو حتى للدراسة. ولكن بعد مرور بضعة أسابيع فقط على افتتاح المخبز، عبرت العديد من زبائني من طالبات الجامعة عن حبهم الشديد لمتجري الصغير والذي يشعرن فيه بالراحة الكافية لقضاء أوقاتهم به. وهذا الأمر وحده يجعلني أشعر بالسعادة والفخر لما قمت بتحقيقيه حتى الأن".

 

 

بالإضافة لكون المخبز مكان آمن يجمع طالبات الجامعة في اربد، يوفر أي كاب كيك فرص عمل للفتيات والسيدات، فقد وظف المخبز طالبتان جامعيتان منذ افتتاحه وسوف يعمل على توفير المزيد من فرص العمل في المستقبل.

 

"توسعة هذا المخبز هو بالطبع أحد أحلامي، ولكن طموحي الأكبر هو أن أقوم بافتتاح فرع في العاصمة عمان، فالمنافسة هناك قوية وبالتالي سيكون للنجاح طعم ونتيجة مختلفة" قالت ميلانا.

 

تأمل ميلانا أن تلهم الفتيات والنساء في منطقتها بالسعي وراء أحلامهم والعمل بجهد لتحقيقها. "كان بإمكاني الاستسلام بعد أن أغلقت البلدية مخبزي الأول، ولكن حلمي كان أكبر من ذلك بكثير. أنا لا أقول إن الأمر سهل، فهو على عكس ذلك تماماً، خصوصاً إذا كان لديكم منزل وعائلة تعتنون بها، ولكن لا شيء مستحيل. أملي كبير بالله وبالمستقبل، ليس فقط لمخبزي، بل للوضع الاقتصادي بالمنطقة بأكملها، فالبداية تكون دائماً بمحل واحد أو بشخص واحد يريد إحداث تغيير في حياته أو حياة عائلته ومجتمعه، ثم يتبعه شخص ثاني ثم ثالث وهكذا، وفجأة ستلاحظ ظهور تجمع أعمال صغيرة يساهم بالاقتصاد المحلي بطريقة فعالة. هذه هي الرؤية التي أتصورها لهذه المنطقة". هذا ما أخبرتنا به ميلانا وهي تقوم بوضع الكعكات الزاهية الألوان في صندوق لأحد الزبائن.

 

 

الشروط و الأحكام - سياسة الخصوصية
جميع الحقوق محفوظة @ USAID Jordan (LENS) 2016
تصميم و تطوير ميديابلس