مشغل خياطة بالأزرق يوفر فرص جديدة للنساء الأردنيات

 

من المعروف أن الشركات العائلية تعد صعبة الإدارة وأنها تسبب العديد من المشاكل، ولكن عائلة العفير استطاعت تخطي كل هذه الأمور وأصبح أفرادها سند حقيقي لبعضهم البعض عند تأسيس مخيطة حنين العفير الأولى من نوعها في منزلهم بالأزرق.

 

18 كانون الثاني 2017 – عائلة العفير في صورة جماعية بداخل مشغل الخياطة الخاص بهم في منطقة الأزرق


 

من الصعب أن تشعر بالدفئ والمحبة التي تملئ منزل فور دخولك له، ولكن هذا ما حصل عند زيارة عائلة الخمسيني خالد العفير في منطقة الأزرق. بوجه بشوش وابتسامة عريضه، استقبلنا خالد ـ الذي يعمل كرجل أمن في مصنع ـ  قائلاً: "ال big boss طلعت على بيت زبون، ثواني وبترجع". الشخص الذي كان يتكلم عنه خالد هو ابنته حنين المسؤولة عن تغيير جذري حصل لعملهم قبل بضعة أشهر. خالد العفير وزوجته حياة وبناتهم مارينا (27) وماريانا (25) وحنين (23) وفرح (19) هم المالكين والموظفين في مشغل حنين العفير للخياطة الذي يقع في منزلهم بمنطقة الأزرق في شرق الأردن.

 

يقول خالد أن القطاعين اللذان لن يتأثرا بالتكنولوجيا مهما تطورت هما الغذاء والملابس. "الناس دائماً عندها قطعة ملابس تحتاج تصليح أو ستائر تحتاج تعديل أو حتى مفروشات قديمة بحاجة لتنجيد". السيدة حياة زوجة خالد، تعلمت الخياطة منذ عمر صغير وحلمت بفتح مخيطتها الخاصة ولكن الظروف المادية لم تسمح لها بذلك. "جلالة الملك عبدالله قام بزيارة لمنطقة الأزرق ووزع فيها حوالي 200 دينار على العائلات المقيمة هنا. فقررت وقتها أن اشتري ماكينة خياطة بالمال وبدأت أقدم عن طريقها أعمال خياطة للعائلة والأصدقاء، كنت كلما أجمع مبلغ جيد من المال أسارع بشراء ماكينة أخرى. هكذا بدأت عملي" قالت حياة.

 

 

تواجه اثنتان من بنات العفير صعوبة في إيجاد عمل بسبب مشكلات حركية أصابتهم منذ عمر صغير تحد من حركتهم، ولذلك، قررتا تعلم مهنة الخياطة لكي يساعدن والدتهن في العمل. ولكن ماكينات الخياطة التي تمتلكها العائلة كانت قديمة وعددها قليل، وهذا كان يقف عائقاً أمام تطور العمل ويحد من إنتاجيته. ومن هنا، قررت حنين العفير التي لا تزال طالبة في الجامعة التقدم لدعم مادي من مشروع مساندة الأعمال المحلية الذي كان يدعم الأعمال الصغيرة ومتناهية الصغر في منطقة الأزرق في ذلك الوقت. والأن وبعد مرور ما يقارب العام، أصبحت مخيطة العفير الواقعة في منزل العائلة مكان عمل يجمع جميع أفراد العائلة، بما في ذلك أزواج البنات والأقارب.

 

"البحث عن عمل بعد انهاء التوجيهي كان أمر غير وارد بالنسبة لي بسبب صعوبة حركتي، فأي عمل سيتطلب مني درجة معينة من التنقل. أنا الأن أقضي معظم وقتي مع عائلتي التي أحبها أكثر من أي شيء وأتقاضى راتب مقابل ذلك، وهذا شيء أنا فعلاً ممتنة له".

 

 

تعد مخيطة العفير المكان الوحيد من نوعه في الأزرق الذي يوفر خدمات خياطة وتنجيد متكاملة، ولذلك فإن تحديث الماكينات وشراء عدد أكبر منها ساعدهم بشكل كبير في تلبية الطلب بالسوق وزيادة الإنتاجية. وقد ازدادت أيضاً إيراداتهم الشهرية بمعدل 45%  فما فوق شهرياً بعد الحصول على الدعم، مما ساعدهم على تغطية نفقاتهم الشهرية بشكل كبير كما أخبرتنا حنين. "أول ما نفعله في بداية كل شهر هو تغطية النفقات المترتبة على المنزل والمشغل من فواتير وشراء حاجات ضرورية. بعد ذلك يتم توزيع الرواتب علينا حسب ساعات العمل، ثم يتم صرف المال المتبقي بعد ذلك على تطوير المشغل من شراء معدات وأقمشة جديدة".

 

"بعض الأمور التي كانت تستغرقنا 7 أو 8 أيام أصبحت تجهز في يوم أو يومين الأن. الماكينات تسمح لنا جميعاً العمل في آن واحد مما يوفر الكثير من الوقت، فمن الطبيعي الأن أن نقوم بتنجيد طقم كنب كامل بيومين فقط! جميعنا نشكل فريق عمل جيد، والأهم من ذلك أننا كلنا نضع مصلحة العمل قبل أي شيء لأنه عمل العائلة"، قالت حياة وهي تراقب حفيدتها كي لا تقترب من الماكينات.

 

تعتبر الأزرق من المناطق المحافظة في الأردن، فعمل المرأة أو تعاملها مع الرجال لأسباب العمل أمور لا تزال غير مقبولة في معظم أنحاء المنطقة. "أي عمل متعلق بالمفروشات يتطلب زيارات منزلية، وكوننا نساء، فزيارتنا لمنازل الزبائن لأخذ القياسات وغيرها من الأمور تعد مقبولة أكثر من أن يدخل رجل غريب إلى المنزل.
من الأمور التي أتطلع لها أيضاً هي توظيف عاملات في المخيطة قريباً، فأنا فعلاً أود إعطاء فرص عمل لفتيات ونساء المنطقة مثلما حصلت بناتي عليها" أضافت حياة.

 

هناك شيء مميز حقاً لدى عائلة العفير. فالروابط القوية والحب الذي يجمعهم يجعلكم تودون قضاء ساعات طويلة فقط للاستماع لقصص تحصل معهم أثناء العمل.

 

عند سؤالها عن شعورها حول الموازنة بين العمل والأسرة، أجابت مارينا (25) وهي تحضن ابنتها ذات الأربعة أعوام: "طبيعة عملنا متعبة بالفعل، ففي بعض الأحيان نضطر إلى البقاء حتى الثانية صباحاً لإنهاء طقم كنب لزبون. ولكن الجو العائلي يجعل الأمر سهل وممتع، خصوصاً وأن أزواجنا يكونون دائماً حولنا للمساعدة. هذا ليس مجرد وظيفة أو عمل، بل هو مشروع عائلي يهمنا جميعاً أكثر من أي شيء..."

 

الشروط و الأحكام - سياسة الخصوصية
جميع الحقوق محفوظة @ USAID Jordan (LENS) 2016
تصميم و تطوير ميديابلس